My Account Sign Out
My Account
founding_a_family_hero

تأسيس أسرة

بقلم يوهان كريستوف آرنولد Johann Christoph Arnold

27 مارس. 2021

اللغات المتوفرة: español ، 한국어 ، English

2 تعليقات
2 تعليقات
2 تعليقات
    أرسل
  • نورالدين

    سلام الله عليكم اتمنى لكم توفيق في هادا البرنمج

  • asmaa

    روووووووووووووووعه بجد

"ولذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أباهُ وأُمَّهُ ويتَّحِدُ بامرَأتِهِ فيَصيرُ الاثنانِ جَسَدًا واحدًا" – أفسس 5: 31

من الواضح على جميع الجبهات أن الأسرة بقوامها التقليدي – التي هي الوحدة الأساسية لبناء المجتمع – في طريقها إلى الزوال بحيث بدأت حتى الحكومات بتحذيرنا من مغبة الأمر. فالأسرة التي عرفناها لقرون طويلة آخذة بالتفكك، ثم إن ظاهرة تربية الأولاد من قِبل أجدادهم أو إخوانهم بدلا من آبائهم آخذة بالتزايد هي الأخرى. كما نستدلّ من معدلات الطلاق المرتفعة والضغوط المتنامية في أماكن العمل على أن الآباء يسلمون مسؤوليات رعاية أولادهم أثناء النهار إلى الأقارب.

أما التقنيات الطبية الحديثة مثل بنوك المني والإخصاب الاصطناعي فيمكن أن يكون لها عواقب مأساوية. فالكثير من الأطفال لا يعرفون حتى من هم أبويهم الحقيقيين، أو ما هي قرابتهم مع الأولاد الآخرين. فنحن على ما يبدو، قد نسينا أن صحة المجتمع تعتمد على صحة عوائلها.

وينبغي للآباء وللأمهات أن يكونوا دائما القدوة الرئيسية في حياة طفلهم. هذا ويشتاق جميع الأطفال إلى أن يعرفوا الشخصين اللذين جاءوا بهم إلى الدنيا – لكي يحبوهما، ولكي يكونوا محبوبين من قِبلهما. إلا أن الشيء المؤسف هو أن هذين الشخصين غائبان في حالات كثيرة جدا. غير أن هناك لحد الآن، والحمد لله، ناس يؤمنون بأن التعريف التقليدي للأسرة هو ليس مجرد ناجح عمليّا فحسب بل حتى مهم لنجاة الأسرة. لكن لا يحدث هذا ما لم نلتفت إلى تعاليم يسوع المسيح البسيطة، التي تُعلمنا على محبة الله ومحبة أخينا الإنسان مثل نفسنا.

وليست هناك طريقة لوضع تعاليم السيد المسيح في حيز التطبيق أفضل من تأسيس أسرة على مخافة الله. وقد علمنا يسوع المسيح أن نحكم على الشجرة من ثمارها. فالشجرة الطيبة لا تحمل ثمارا سيئة، والسيئة لا تحمل ثمارا طيبة. وعلى الغرار نفسه، فالزواج السليم له تأثير كبير مثل التأثير الواسع للموجات المائية فهو يقوي معنويات آلاف الناس الآخرين، بينما الزواج العفن يخلف وراءه آثار الخراب والدمار.

ولكي يدوم الزواج، فمن الضروري أن يكون الله تعالى هو الذي يجمع الزوج والزوجة معا ويرشد أحدهما إلى الآخر، ويجب على الزوجين أن تشتهي نفسيهما الله ليحفظهما معا. ويجب عليهما أيضا أن يشتهيا نظامه الإلهي في حياتهما، حيث يترتب على الزوج فيه أن يخدم زوجته كربّ روحي للأسرة، وعلى الزوجة أن تخدم زوجها بالمقابل كرفيقة مساعدة له. وبغض النظر عما يرتئيه الناس، فلا يتضمن معنى هذه العلاقة الصرامة أو التقييد؛ بل بالعكس، التحرُّر. ولكنها غير ممكنة إلا إذا أرشد السيد المسيح بنفسه كلا الزوجين.

ولو كان دور الزوج هو إرشاد زوجته إلى الله لوجب عليه احترامها ومحبتها وليس التسلّط عليها بأسلوب الهيمنة. فيجب أن يدع نفسه الاسترشاد بالروح القدس وأن يتذكر أن القيادة العائلية الحقّة تعني الخدمة. ويحذرنا القديس بطرس الرسول من أن صلواتنا قد لا تُستجاب لو لم نقدّر زوجاتنا ونكرمهن (1 بطرس 3: 7). وكذلك، وعلى الغرار نفسه، يجب أن تحب الزوجة زوجها وتحترمه.

هذا وتلعب الصلاة دورا حاسما في الحفاظ على سلامة الزواج: "الأسرة التي تصلي معاً، تبقى معاً." ولابد للزوج وللزوجة أن يصليا معا يوميا – من أجل أولادهما، ومن أجلهما شخصيا، ومن أجل الذين من حولهم. ونظرا لإيقاع الحياة الفوضوي، فقد يساعدك أن تخصص أوقاتا محددة للصلاة: كل صباح قبل الفطور على سبيل المثال، وكل مساء قبل الذهاب إلى النوم. بالتأكيد، يمكن للمرء أن يصلي في أوقات أخرى أيضا، وأينما يكون. أما التحجُّج بكثرة الانشغال أو بالتعب فهو ليس عذرا مقبولا لإهمال الصلاة. فكم واحد منا يصرف وقته في قراءة الجريدة، وإرسال رسائل نصيّة إلى أصدقائه، أو مشاهدة التلفزيون كل مساء – ولكن ليس عندنا وفت نخصصه لأزواجنا (أو زوجاتنا) أو لله؟

لقد بيّنت الدراسات الاجتماعية باستمرار أن الأسرة المتألفة من والدين اثنين هي أحسن تربة خصبة يجري فيها تربية الأطفال. ولكن، ومع ذلك، نرى أن العالم مليء بوالدين وحيدين (منفصلين) الذين يجب أن يذكرهم الناس أيضا ويشجعونهم. فقد عملتُ مع الكثير منهم على مدى السنين، وأحببتهم وأحببتُ أولادهم حبا متميزا. ولم أتأسف قط على ما بذلته لأكسب ثقتهم، ولأبيّن لهم أن الله يحبهم هم أيضا، وأن حياتهم مهمة وعزيزة، وأن باستطاعتهم أن يكون لهم تأثيرا في العالم. علما أن الأولاد يستجيبون دائما للبالغين الذين يبدون لهم المحبة والاحترام - بغض النظر عن تربية عوائلهم.

وبالرغم من هذا، فالزواج بين رجل واحد وامرأة واحدة والملتزم بالوفاء المؤبد هو أحسن أساس للصحة النفسية للطفل واستقراره النفسي. أما العلاقات العائلية المفككة، سواءٌ إلحادا كان السبب أو طلاق أو إدمان فهي مدمِّرة للطفل ويمكن لها أن تترك آثارا نفسية تدوم طول العمر.

يصلي العديد من الناس من أجل مشيئة الله، لكنهم لا يعملون بها إلا عندما تتطابق مع مشيئتهم. فلو أحببنا الله حقا لسعينا في اتباعه مهما كانت النتائج؛ وسوف نحسّ بأن فرحة الفؤاد وأعظم أمان لنا يكمنان في الإخلاص لله مهما كان الثمن باهضا. وبالتفاتنا لله عندما تتعثر علاقاتنا الزوجية، سنلقى الحكمة والقوة التي تعيننا على تقويم الأوضاع. فهو الأساس المضمون الوحيد الجدير بتأسيس الأسرة عليه وبتربية الأولاد في ظلّه.

founding_a_family_listing
مساهمة من JohannChristophArnold يوهان كريستوف آرنولد

هناك الكثير من المقالات والكتب الإلكترونية المجانية بقلم يوهان كريستوف آرنولد عن الزواج المسيحي واِتِّباع المسيح والصلاة والبحث عن السلام.

اِقرأ المزيد
2 تعليقات