My Account Sign Out
My Account
the_childlike_spirit_hero

الروحية الطفولية

بقلم يوهان كريستوف آرنولد Johann Christoph Arnold

31 مارس. 2015

اللغات المتوفرة: español ، 한국어 ، English

2 تعليقات
2 تعليقات
2 تعليقات
    أرسل
  • nancy

    جميلة جدا

  • قدوري عبدالقادر

    هذا فضلا منكم سادتي ، مقال مهم في دراستي ..أشكركم جزيل الشكر على الإفادة

وجاءَهُ بَعضُ النّاسِ بأطفالٍ ليَضَعَ يَدَيْهِ علَيهِم ويُصلّيَ، فاَنتهَرَهُمُ التَّلاميذُ. فقالَ يَسوعُ: «دَعُوا الأطفالَ يأْتُونَ إليَّ ولا تَمنَعوهُم، لأنَّ لأمثالِ هؤلاءِ مَلكوتَ السَّماواتِ.» (متى 19: 13-14)

بهذه الكلمات يريد أن يخبرنا السيد المسيح أن الأطفال مهمون. ويريد أن يخبرنا أيضا أن الأطفال غير مرغوب فيهم حتى في زمانه. لكن تأكيده على أن ملكوت الله لا ينتمي لنا بل ينتمي لهم هو أمر في غاية الأهمية، لأن هناك كثير من الناس ممن لا يريدون سماع هذه الرسالة حتى في يومنا هذا.

فغالبا ما نفشل نحن الكبار في استيعاب مدى قرب الأطفال لله. فنحن ننسى ما قاله يسوع عنهم، "إنَّ ملائِكَتَهُم في السَّماواتِ يُشاهِدونَ كُلَّ حِينٍ وجهَ أبـي الّذي في السَّماواتِ" (متى 18: 10). وتعني كلمة ملاك مُرسل: فالملائكة الحراس هم رُسل روحيون، أي أرواح مُرسَلة من قبل الله لحماية وتوجيه الأطفال. وعلى خلاف هؤلاء الملائكة وهؤلاء الأطفال القادرين على مشاهدة طبيعة قلب الله فإننا – نحن الكبار – غير قادرين على مشاهدة الله مثلهم. ولكن في وسعنا من ناحية اخرى أن نشاهد الأطفال أنفسهم وفي وسعنا قبولهم في قلوبنا. فبقبولنا إياهم، فإننا نقبل السيد المسيح بنفسه (لوقا 9: 48).

كيف سنأتي بالأطفال إلى يسوع المسيح؟ قبل كل شيء، يجب أن نؤمن به نحن شخصيا، ونأتي إليه بثقة وإيمان. فنقرأ في العهد الجديد كيف انتظر سمعان وحنة – وهما شخصان طاعنان في السنّ – طوال حياتهما المَسِيَّا (أيْ المسيح)، "مُعزّي إسرائيل". ولما وُلِد يسوع استقبلا الطفل الرضيع الجديد بالبهجة والإيمان. فتمكنا بعد تلك اللحظة – بعد أن امتلآ عزيمة وأمل - من مواجهة الموت بدون خوف والعيش بسلام الروح (لوقا 2: 25-38).

وباعتباري قسيسا، فغالبا ما يُطلب مني أن أبارك الأطفال الحديثي الولادة، وهي من أروع الأشياء التي أقوم بها. ويقول يسوع المسيح بنفسه، "مَنْ قَبِلَ واحدًا مِنْ هؤُلاءِ الأطفالِ باَسمي يكونُ قَبِلَني، ومَنْ قَبِلَني لا يكونُ قَبِلَني أنا، بَلِ الّذي أرسَلَني" (مرقس 9: 37). فهذا الموقف الذي يتسم بالمحبة وبالإيمان هو كل ما تدور بشأنه الروحية الطفولية.

نحن نعلم بأنّ جميع الناس يحبون الطفل الحديث الولادة، ولكن يمكن حتى للأطفال الرضع امتحان صبرنا وطول أناتنا بسرعة، لأنهم قد يبدون بعد فترة وجيزة وكأنهم حملا ثقيلا أو غير مريحين. ولكن مهما يجلبونه من مشاكل، فإنهم عطية من الله. فعندما نقبلهم بهذا الأسلوب، سيباركنا الله بالتأكيد وسيهبنا القوة لتربيتهم. ويجب أن يُعتبر هذا تشجيعا لجميع الأزواج الشباب وأيضا لجميع الذين يعتزمون تأسيس أسرة. فالله تعالى ينتظرنا لكي يعيننا لاسيما عندما نواجه المحن والشدائد، شريطة أن نصلي ونسأل، ونبحث ونقرع. (متى 7: 7-11) عندئذ ستنفتح الأبواب لنا.

وفي الزمن الذي صار فيه الإيمان الطفولي البسيط محتقرا ومزدرى به أكثر من أي وقت مضى، سنُحسِنُ صنعا لو تذكرنا كلام السيد المسيح حول دعوته لنا لنصير كالأطفال – ووعده بأنهم سيكونون الأعظم في الزمان الآتي. فها هو يقول: "إنْ كُنتُم لا تَتَغيَّرونَ وتَصيرونَ مِثلَ الأطفالِ، فلن تَدخُلوا مَلكوتَ السَّماواتِ. مَن اَتَّضعَ وصارَ مِثلَ هذا الطِّفلِ، فهوَ الأعظمُ في مَلكوتِ السَّماواتِ" (متى 18: 3-4).

وكم نتمنى أن يأتي هذا الملكوت عاجلا في سبيل الأطفال أينما كانوا لكي يدخلوه كلهم مباشرة.

 

هذه المقالة مقتطفة من كتاب «لماذا يهمنا الأطفال»

the_childlike_spirit_listing
مساهمة من JohannChristophArnold يوهان كريستوف آرنولد

هناك الكثير من المقالات والكتب الإلكترونية المجانية بقلم يوهان كريستوف آرنولد عن الزواج المسيحي واِتِّباع المسيح والصلاة والبحث عن السلام.

اِقرأ المزيد
2 تعليقات