Subtotal: $
Checkoutتقدم الوعظات السبع عشرة في هذا الكتاب الإلكتروني نظرة جديدة الى الحياة الروحية على اعتبارها حياة تتميز بـ "توقع متوهج" لاقتحام ملكوت الله لهذا العالم. فهذا الملكوت لا يمكن التقليل من قيمته وجعله مجرد أمر يخصّ مرحلة ما بعد الممات بل له مفعوله اليوم.
إن زماننا هو زمن البحث المكثف عن الحقيقة. فقسم منا مقتنع بما تقدمه كنائسنا ومعابدنا ومجتمعاتنا. أما من هو صادق فسيقرّ في الحال بأن حياتنا بالحقيقة ممزقة – باتجاهات دينية متباينة من جهة، وبمعيشة يومية خالية من الروح من جهة أخرى. فنحن في أمس الحاجة الى شيء أكثر من هذا، إننا بحاجة الى إيمان قادر على تغييرنا وتغيير عالمنا.
فها هنا يبرز دور القسيس كريستوف فريدريش بلومهارت، لأن وعظاته وكتاباته التي تتميز بالتركيز التام والوضوح الشديد ستعمل على اِستئصال الوجود الفوضوي والاِلتباس المعاصر لمرحلة ما بعد الحداثة التي تشكك في كل شيء والتي أظهرت فشلها وهي غير قادرة على خلق السعادة والفرح الحقيقي وسلام النفس. وهو يقدم لنا رؤية ملموسة تبعث الإلهام في نفوس الناس وحتى في نفوس الذين قد خاب أملهم في الحياة. بالإضافة إلى أن حرارة حماسه توقد نارا في داخلنا وعزيمة متجددة لنحيا من أجل هدف سامٍ.
لا يتضمن كتاب "التفاني في خدمة الملكوت الآتي!" لاهوتا نظريا – إنه صريح جدا وكلامه غير منمق على الاطلاق بل واقعي للغاية. فتعكس هذه الوعظات والكتابات السبع عشرة الواقع الحيّ للسيد المسيح، ذلك الواقع الذي يمتلك قلوب الناس. وهي تقدم نظرة جديدة الى الحياة الروحية على اعتبارها حياة تتميز بـ "توقع متوهج" لاقتحام ملكوت الله لهذا العالم. ثم إن القسيس بلومهارت يبيّن لنا أن الغاية من رجاؤنا – التي هي الفوز بملكوت الله - لا يمكن التقليل من قيمتها وجعلها مجرد أمر يخصّ مرحلة ما بعد الممات بل لها مفعولها اليوم.
ويخبرنا بلومهارت عن الكيفية التي يسعنا فيها أن نعيش الآن ذلك المستقبل الإلهي الذي وعدنا به يسوع المسيح وتجسيده في يومنا هذا، بأسلوب بحيث يتم التغلب على كل من الموت والبؤس البشري. فقد لمس في كل يوم من حياته أعمال الله الخلاصية والشافية. فقد أيده الله بقوات عجائبية. فكانت الشياطين تُطرد، والمرضى يشفون، والخطأة يتوبون على يده. إن كتاب "التفاني في خدمة الملكوت الآتي!" يهشّم جدران الديانة المسيحية المؤسساتية (أي بمعنى أية كنيسة تعمل كمؤسسة ولكن ينقصها الروح والحياة المنظورة والمقاسمة). فبعد أن كان بلومهارت قسيسا فيها وأيضا سياسيا في بلده ألمانيا، صار مؤهلا ليقول: "إن الدولة والكنيسة (المؤسساتية) لا تعتبران تربة خصبة لإيقاد نيران الله فيها". فجميع المؤسسات البشرية تقف حجر عثرة في طريق ملكوت الله. وهو يقول أيضا: "ليس هناك شيء أخطر من الديانة: لأنها هي التي تجعلنا وثنيين... والله سبحانه تعالى لا يهتم قيد شعرة بدياناتنا."
معكم عبد الكريم من الجزائر. وانا اتصفح صفحات تتحدث عن الملكوت، وليكن ارتباطي بكم علا هادا القدر، وهو الملكوت الذي تحدثت عنه الكتب السماوية، ولم يوقعو مكانه وضهوره، أولئك منهم انبياء ورسل. وها نحن نتوقف عند هذه الوقفة، واقول لكم ان ضهور هادا الملك بقريب وان وجوده بوجود الحق. والسلام عليكم.